الأربعاء، 13 أغسطس 2008

غِبارٌ على الذاكرة

أعلمُ مدى التقصير تجاهك أبي
عندما أمشي بجوار تلك المقابر، والقبورُ بغبارها و رائحة شُهدائها
تلك الدماء التي إنتفضت يوماً وما رحلت إلا بإنتصار

عندما أُقرر أن أقترب أراكَ يا أبي بعينكَ التي لم يكتُبْ لي القدر أن أراها إلا سنواتٍ قليلة
لن أتوقف عند النحيب عليك، فرحيلُكَ أفجعني وعلمني الوفاء

في زوايا ودهاليز تلك الفترة التي رحلتَ فيها،
بحثتُ عنك بين أصدقائك وأقاربك

وجدت الدموع قبل سؤالي
بدأت أرى أصدقائك القُدماء الآن، جميعهُم يتلون لي تلك الحكايات القديمة
التي جمعتكُم لازالوا يذكرون البحر يا أبي، هل نسيت طعمه الآن ؟
رُبما نسيته فعينُكَ قبل أن ترحل ذاقت طعم المرارة والجرح، نزفت كثيراً يا أبي
وجاء الدورُ لأبنك، نزفتُ دموعاً غزيرة مع كُلَّ ذكرى وصورة إلتقطتها للأحبة ومن عاش فترة حياتك !

بدأت أخوض غِمار الذاكرة،
في المرةِ القادمة سأكتبُ لكَ وسأكونُ جانبك أعدك يا أبي
إعذُر تقصيري الدائم .. لكن أنت ترى كما يرى بقية الموتى ..

" هل ترى تلك المساحات الممتلئة
إنها ممُتلةٌ بكَ يا أبي ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق