الاثنين، 2 مارس 2009

جدتي وأمي الحنونة

تبيعين فرحاً وأنت حزينة،
ما أصعب ما تعيشينه عزيزتي ..
قد تكونين حرفاً وعنواناً بدفاتري لكنني لن أكون إلا أخاً أبى أن يتركك في زحام حزنك والألم
من أنتِ تتاجرين بهمومنا لتملأينها فرحاً، أخبريني كيف كان الإنتظار أمهليني ساعةً كي أستريح
فرحيل الشوق قد طال عن قلبي، عّوديني أن أقتل شوقاً في الرحم.

ها أنتِ مرة أخرى تكررين خطأك وتتجاهلين حضوري، كأنني عجزتُ عن نظرات كنا نتسابق لإختطافها
تفسيرك صعب وفهمك صعب ..

لا تُحاولي أن تعبثي بإبتسامتي فأنا من لا إبتسامة لديه .. ذكراها يأن في ذاكرتي كانت بجواري وهي تموت،
ترّنحت بجانبي ودموع جبينها لم تتوقف .. لا غيرها بحثت عن فرحي لم ترضى يوماً بزعلي كانت تقول هذا يتيم لا تقسو عليه
وأنا الآن أقول لترحمها ياربْ لا تقسو عليها فإنها ماتت في حبك ..
كانت تبادر لحبسي بين صدرها، كيف لي أن لا أدمع فمنذ رحيلها كم ضُقتُ من آه و آه .. ليتك بجانبي تفرحين بي لكن رحيلك كان سريعاً أسرع من كل شيء .. إنتظرتي عودتي ولم تسمعي الكثير هذه المرة مني .. لكن رفضتي أن أتركك لوجعك يفترسك، سهرت نائماً تحت أجفانكِ رغم ألمك وعدم نومك أردتي لنا الراحة ليتك معنا سأخبرك بما لم أخبرك به يوماً
" أحببتك كما لم أحبب أحداً قط مع كل دقة قلبٍ وخروج روحٍ لكِ كنتُ أرجفُ خوفاً عليكِ لن تكونين كالباقيين من رحلوا وخيّم الصمت رحيلهم أنتِ من رباني كم من مرةٍ هربتُ فيها إليكِ توسلاً بين أضلاعك الضعيفة أن تحميني من بطش أيديهم ..!
كان وجعُكِ خفياً لم تبادرين بأشواقكِ ونظنها عتاب، أيُ عتابٍ جرفك لسيارة الإسعاف وأنتِ بالأمس معنا تحاربين موتاً مُحتماً .. كان موتُكِ سريعاً عاجلنا في دفنك ولا أتذكر إلا أنني أنزلتُكِ لقبرك سامحيني .. أنزلتك وفي أحشائي دموعٌ غزيرة
كم أحتاجُكِ الآن، صوتُكِ ووجهك دائماً يتكرر أمامي .. برحيلكِ أنا وحيد ربما هذا الآن
لم أحلم وتركتُكِ تسارعين للقبر، أوجعتني دقاتُكِ الأخيرة أوجعني ألمُكِ تمنيتهُ لو غطى جسدي لا جسدكِ
لم تُبقين لنا من صوركِ إلا القليل قد حفظتها لمن ينساكِ غيري لا أنا ..
في كُلِ مرةٍ حاولتُ أن أبقى بجانبك أسمعك تتشكينهم وأنا أحسدهم لطيبتك التي لم تُخلقْ قط ..
لم يقدروا ما فعلتي، من القدر رحيلكِ أسقاني من الأوجاع والمُر ما لم أتحمله


لن أنساكِ، وسأجدد العزاء فيكِ مع كُلَّ رمشة عين
رحمكِ الله،

هناك تعليق واحد:

  1. قد نبدأ في رحلة للبحث عن هؤلاء الذين رحلوا...و لكن غالباً ما تكون تلك الرحلة متأخرة ....

    قد يكون فقيدنا في أب أو أم أمر ثقيل جداً..و لكن الأثقل منه أن لا يكون لك أحد من بعدهم

    لازلت أحلم بجدتي كلما أستجد في حياتي جديد أو كلما ضاقت علي المسألة !!! فسبحان الله .... الحبيبة القريبة البعيدة .......

    رحمهم الله اجمعين و ادخلهم فسيح جناته

    ردحذف